تأثير تعلم اللغة الثانية على تصنيف الألوان في مجتمع تسيماني
مقدمة
تتفاوت لغات العالم في طريقة تصنيفها للألوان، والمصطلحات اللونية الأساسية المستخدمة بشكل متكرر تعتبر وسيلة لقياس هذه الاختلافات. لغات الدول الصناعية مثل الولايات المتحدة على سبيل المثال، تمتلك حوالي عشرين مصطلحًا أساسيًا للألوان، بينما تتميز لغات الشعوب الأكثر عزلة بأقل عدد من هذه المصطلحات. ومع ذلك، يمكن أن يتأثر تصنيف الألوان في اللغة بالتأثيرات الناجمة عن التواصل مع لغات أخرى.
الدراسة الجديدة من MIT
أجرى باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسة حديثة تكشف عن كيفية تأثير تعلم اللغة الثانية على تصنيف الألوان في مجتمع تسيماني الذي يعيش في أعماق غابة الأمازون البوليفية. وجد الباحثون أن أولئك الذين تعلموا اللغة الإسبانية كلغة ثانية بدأوا في تصنيف الألوان بمصطلحات أكثر تفصيلاً مما يستخدمها تسيماني الناطقون بلغتهم الأم.
النتائج الملفتة
فيما يتعلق بالنتائج الأكثر إثارة للانتباه، بدأ تسيماني الذين تعلموا الإسبانية كلغة ثانية في استخدام كلمتين مختلفتين لوصف اللونين الأزرق والأخضر، وهو ما لا يقوم به عادة الناطقون باللغة الوحيدة. وبدلاً من اقتراض كلمات إسبانية للتعبير عن اللونين الأزرق والأخضر، أعادوا استخدام كلمات من لغتهم الخاصة لوصف هذين اللونين.
تأثير تعلم اللغة الثانية
تظهر هذه النتائج أن تعلم اللغة الثانية يمكن أن يوسع آفاق الفهم والمفاهيم لدى الفرد ويمكنه من استيراد هذه المفاهيم إلى لغته الأم. بالإضافة إلى ذلك، بينت الدراسة أن الأفراد الذين يجيدون لغة ثانية يصبحون أدق في وصف الألوان مثل الأصفر والأحمر، بدلاً من الاستخدام العام الذي يتبعه الناطقون بلغة واحدة.
مفعول الإقتراض
هذه النتائج تشير إلى أن التواصل بين اللغات يمكن أن يؤثر على كيفية تفكير الأفراد حول المفاهيم مثل الألوان. وبالنسبة لتسيماني الذين تعلموا الإسبانية كلغة ثانية، يبدو أن هذه المفاهيم تم استقراضها من اللغة الإسبانية، وبالتالي تعلموا طريقة جديدة لتقسيم مساحة الألوان تشبه الإسبانية أكثر من اللغة التسيمانية الأصلية.
الختام
تظهر هذه الدراسة كمثال رائع على فوائد تعلم اللغة الثانية، حيث يمكن للفرد فتح نافذة عالمية مختلفة واستيراد مفاهيم جديدة إلى لغته الأم. ومع تواصل الشعوب مع العالم الصناعي، يبدو أن هذا التأثير قد يزداد ويتفشى بين أوساط تسيماني الناطقين بلغتهم الأم.